جروح نازفة
جروح نازفة
باتت الأمة ممزقة، وتكالب عليها الأعداء من كل حدب وصوب، وتناحرت في ما بينها وتنازعت، فصارت الجروح شتى في البلاد، والنزيف يتزايد بين العباد، وهذه بوابة تهتم بملفات المسلمين والبلاد الإسلامية في العالم، التي تنزف الجراح من احتلال المعتدين، أو خلافات المتناحرين، حروب وانقسامات، وتدمير وإرهاب.. كل ذلك في جروح نازفة.
ملخص المقال
حثت مصر وسوريا مؤخرًا الوكالة الدولية للطاقة الذرية على إصدار قرار يدين إسرائيل لامتلاكها أسلحة نووية
بقلم :مصطفى القاعود*
<img class="\"imgLeft\"" data-cke-saved-src="\" src="\"/uploads/image/articles/757/6646_image002.jpg\"" style="\"float:left;" height:199px;="" width:250px\"="">حثت مصر وسورية مؤخراً الوكالة الدولية للطاقة الذرية, على إصدار قرار يدين إسرائيل لامتلاكها أسلحة نووية, حيث مازالت إسرائيل ترفض تأكيد أو نفي التقارير التي تشير إلى امتلاكها لتلك الأسلحة, وهذا الغموض النووي الإسرائيلي هو مصطلح مضلل,
ففي السابق استخدم لحماية السياسة النووية الإسرائيلية, من الضغوط الدولية, ودفعها للانضمام إلى معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية, واليوم يستخدم لإخفاء حجم وخطورة الترسانة النووية التي تمتلكها إسرائيل, في ظل التقارير التي تؤكد امتلاكها قرابة 400 رأس نووية, هذا في الوقت الذي مازال فيه حكام إسرائيل يدرسون جدوى الاستمرار في سرية البرنامج النووي.
انطلق النشاط النووي الإسرائيلي منذ عهد بن غوريون, حيث كان يرى في القنبلة الذرية (المفتاح الاستراتيجي لبقاء الدولة العبرية على قيد الحياة), وفي حينه استغلت إسرائيل التعاطف الأوروبي مع اليهود, وتمكنت من بناء شبكة اتصالات سرية مع المؤسسات العلمية الفرنسية عام ,1951 بإشراف عالم الذرة الفرنسي بيير كيولمان والإسرائيلي لايرنست دافيد بيرجمان, وفي عام 1961 حصلت إسرائيل من فرنسا على معمل كيماوي لاستخلاص مادة البلوتونيوم, ونصب في صحراء النقب, وكذلك قامت فرنسا بتزويد إسرائيل بالنتائج النهائية والقياسات على شكل بيانات للتجارب النووية والانفجارات التي أجرتها فرنسا في صحراء الجزائر عام .1960
وكان التعاون الأمريكي الإسرائيلي في مجال الذرة, قد بدأ بوقت مبكر, عبر اتفاق أبرم بينهما عام 1955 وحصلت إسرائيل بموجبه من أمريكا على مفاعل نووي صغير, مع كميات من اليورانيوم ذات تخصيب عالٍ 90%, وحصلت على كميات هائلة من اليورانيوم الطبيعي من جنوب أفريقيا إبان نظام التفرقة العنصرية البائد, مقابل عمل إسرائيل على تطوير البرنامج النووي لجنوب أفريقيا, ويقول أفنير كوهين في كتاب بعنوان (إسرائيل والقنبلة) : إن هناك تفاهماً بين إسرائيل والولايات المتحدة يقضي بأن تغض الأخيرة البصر عن البرنامج النووي الإسرائيلي طالما التزمت إسرائيل الصمت والغموض حول هذا البرنامج,وهذا الاتفاق أبرمته غولدامئير مع ريتشارد نيكسون أوائل السبعينيات, ويتم تجديده مع كل رئيس أمريكي جديد, وعندما يجد المسؤولون الأمريكيون أنفسهم محاصرين يؤكدون أن جميع أسلحة إسرائيل (أسلحة دفاعية).
لقد دخل البرنامج النووي الإسرائيلي عقده الخامس, وأفاد تقرير عسكري أمريكي صدر أواخر العام الماضي, أن إسرائيل تمتلك أكثر من 400 قنبلة نووية بينها قنابل هيدروجينية, وحجم الترسانة النووية الإسرائيلية يبلغ ضعف التقديرات الاستخبارية الشائعة, التي كانت تتحدث عن مائتي قنبلة نووية, ويفيد التقرير أنه كان لدى إسرائيل عام 1967 خمس عشرة قنبلة نووية, وصلت إلى مائتي قنبلة عام ,1980 وامتلكت عام 1973 عشرين صاروخاً نووياً, وأقامت ثلاث وحدات مدفعية نووية, تحوي كل منها اثنتي عشرة فوهة من عيار 175 ملم و230 ملم,أما في عام 1984 أصبح لديها 31 قنبلة بلوتونيوم, وعشر قنابل يورانيوم, وفي عام 1986 كان لديها ما بين مائة ومائتي قنبلة منشطرة, وعدد من القنابل المنصهرة, وصنعت عام 1994 حوالى 112 قنبلة برأس حربي صغير, وكان لديها خمسون صاروخاً من طراز (يريحو-1).
وأشار التقرير إلى وصول غواصات (دولفين) ألمانية الصنع لإسرائيل التي ستمكنها من امتلاك القدرة على توجيه الضربة الثانية, كما عملت على تطوير صواريخ تطلق من البحر منذ الستينيات, وجاء في التقرير أن الطبيعة السرية للمشروع النووي الإسرائيلي قد أخفت المشكلات المتزايدة للمفاعل النووي العجوز في ديمونة, وربط بين هذه المشكلات واستمرار المفاعل في إنتاج الترتيوم لتعزيز قوة الرؤوس الحربية للقذائف المضادة للدروع والمضادات للطائرات.
قد يسأل سائل إذا كانت إسرائيل تمتلك قوة نووية على درجة عالية من الخطورة, كيف يمكن للدول العربية أن تعادل القوة النووية الإسرائيلية? الجواب المنطقي والمقنع كان عند الدكتور فوزي حماد رئيس هيئة الطاقة النووية المصرية السابق, حيث قال: (ما يحفظ للأمة العربية قوتها هو التقدم العلمي والتكنولوجي ودخول عصر المعلومات والحاسبات والثورة الجينية والكيماوية المتقدمة, فهذا هو الأساس, فالمطلوب أولاً هو أن تقوم قاعدة علمية تكنولوجية رصينة في العالم العربي وأن يكون هناك نشاط في مجال الأقمار الصناعية والنشاط الفضائي, وهنا لن نحتاج إلى السلاح النووي, يجب أن تكون لدينا صناعة متقدمة مثل اليابان وأن يكون لدينا أساس تكنولوجي قوي).
ــــــــــــــــــــــــــــ
* صحفي فلسطيني
صحيفة الثورة ـ 18 أكتوبر 2007
التعليقات
إرسال تعليقك